المسلمون في أوكرانيا يشكلون 5% من السكان تقريبا ويبلغ عدد السكان 48 مليونا (الجزيرة نت)
صفوان جولاق-أوكرانيا كان لمشاهد التفجيرات التي تكررت في كل من الدار البيضاء والجزائر في الأيام القليلة الماضية صدىً واسعا لدى الأقلية الإسلامية في أوكرانيا الذين صدموا بما سمعوه ورأوه عبر وسائل الإعلام.
كما تلقت الأقلية المسلمة المنتشرة في شتى المدن الأوكرانية خبر التفجيرات ببالغ الحزن والأسى على منطقة من العالم العربي والإسلامي, كانت ولفترة ليست بالبعيدة منطقة أمن وأمان, بعيدة عن التوتر والاحتقان التي تشهدها دول كأفغانستان والعراق وفلسطين والسودان.
وقد أدان واستنكر اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" -وهو أكبر مؤسسة رسمية تعنى بشؤون الجاليتين العربية والإسلامية في أوكرانيا- هذه التفجيرات في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه ووصفها بالإجرامية التي أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من الأبرياء دون ذنب أو جريمة.
القاضي: نرفض المشاهد المتكررة للدماء
(الجزيرة نت)وجاء في البيان أيضاً "هذه الأعمال لا تبت للإسلام بصلة ونحن نجدد رفض كافة أعمالِ العنف والقتل والتدمير، ونؤكد على أن هذا الأسلوب لا يؤدي إلى صالح البلاد والعباد، بل يصب في مصلحة أعداء الإسلام والإنسانية".
وأكد البيان على أن النهج السلمي والتمسك بسماحة الإسلام صفةٌ لازمةٌ لأي مشروع إسلامي إصلاحي، وأن الحوار البناء والحقيقي بين كافة أطراف الوطن هو السبيل الوحيد للحفاظ على أمن الأوطان وسلامتها.
رئيس الاتحاد الدكتور إسماعيل القاضي عبر في حديث مع الجزيرة نت عن أسفه الشديد لما وصفها بمشاهد الموت المتكررة في العالمين العربي والإسلامي، وأكد أن التفجيرات التي حدثت لا تنم إلا عن عمل متسرع نتيجة لفهم خاطئ لتعاليم الإسلام وأخلاقه السمحة التي جاء بها. وأضاف أن التشدد والغلو في الدين لن يفيدا الأمة الإسلامية في زمن العولمة, ولن يزيدا الحال الراهن إلا صعوبة وتعقيداً.
وفي اتصال هاتفي مع الشيخ عماد أبو الرب -إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي في العاصمة الأوكرانية كييف- قال "تؤلمنا هذه الأخبار التي يندى لها جبين كل مسلم يعتز بالإسلام ديناً ويفخر بنبيه الذي دعا إلى حفظ الأنفس والأموال والأعراض".
وأضاف "لقد حرصنا مراراً وتكراراً وفي مواقف متكررة آخرها كان خطبة الجمعة الماضية على التأكيد أن الإسلام ينبذ العنف أساساً وعموماً، وأن العنف لا يمت للإسلام بصلة وأكدنا على ضرورة قيام العلماء وأولياء الأمور بدورهم في ترشيد الصحوة الإسلامية التي تنقذ الشباب من شباك ما هم فيه من تشدد, لأن كثيراً من الشباب خطأً يؤيديون ويتعاطفون مع من يقومون بهذه الأعمال".
عاريفوف رئيس مركز الرضوان الإسلامي في شبه جزيرة القرم
(الجزيرة نت)وفي شبه جزيرة القرم حيث يعيش معظم المسلمين التتر صرح السيد سيران عاريفوف -رئيس مركز الرضوان الإسلامي- للجزيرة نت بقوله "إن الشباب الذين يقومون بهذه الأعمال لا يدركون حقيقة أن أعمالهم لم تصنع شيئاً ولم تغير حال الأمة الإسلامية نحو الأفضل, بل على العكس تماماً.
ويتأثر المسلمون في أوكرانيا سلبا كغيرهم من مسلمي العالم بالنتائج السلبية لمثل هذه العمليات التي لا تمت بصلة للإسلام لا من قريب ولا من بعيد. نحن نشعر أن علينا وبشكل دائم ردء الصدع في نظرة الغير لنا كمسلمين, والذي يسببه بعض إخواننا في العالمين العربي والإسلامي.
يشار إلى أن المسلمين في أوكرانيا يشكلون قرابة المليوني نسمة, أي ما يقارب الـ5% من الشعب الأوكراني البالغ عدده 48 مليون نسمة.
المصدر:
الجزيرة