تكشف لجنة تحقيق إسرائيلية الاثنين عن نتائج التحقيقات حول المعارك التي خاضها الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله في جنوب لبنان الصيف الفائت، وسط توقعات أن تؤدي لتصعيد المطالب باستقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت.
وواجهت الحكومة الإسرائيلية انتقادات حادة لفشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق هدفين محوريين من الحرب وهما: تحرير الجنديين المختطفين وتدمير حزب الله.
وجدد تسريب مقاطع من التحقيق الأحد دعوات المعارضة، وحتى من بين أعضاء من الائتلاف الحكومي، باستقالة أولمرت.
وأكدت مصادر إسرائيلية مطلعة أن التقرير يحمل بشدة على أولمرت ووزير دفاعه عمير بيرتيس، نقلاً عن الأسوشتيد برس.
وكشفت المصادر عن بعض نقاط التقرير منها أن أولمرت وبيرتس اتخذا قرارات متسرعة وأحكاماً غير صائبة فيما يتعلق بالحرب، إضافة إلى افتقادهما الخبرة وعدم الدراية بالشؤون الدفاعية.
ويركز تقرير لجنة التقصي، المكونة من اثنين من المحلفين وجنرالين سابقين وخبير في السياسة العامة، على تحليل الأيام الستة الأولى من بدء الحرب بين الجيش الإسرائيلي ومليشيات حزب الله.
ومن المقرر نشر تقرير كامل حول مجمل مسار الحرب في الصيف.
ورفض مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية التعقيب وحتى إعلان التقرير رسمياً الاثنين، إلا أن مساعديه نفوا إمكانية تنحيه.
وتجددت الدعوات المطالبة باستقالة أولمرت، من بين صفوف المعارضة وأعضاء حكومته، إثر الكشف عن مقاطع من التحقيق الأحد، فيما لوح اثنان من نواب المعارضة بإمكانية التقدم بقرار لحل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة.
وتثقل سلسلة من الفضائح الجنسية وتهم الفساد كاهل حكومة أولمرت، الذي تدنت شعبيته، فيما بينت استطلاعات للرأي أن زعيم الليكود المتشدد، بنيامين نتنياهو، سيحقق فوزاً كاسحاً حال إجراء انتخابات جديدة.
ودفعت نتائج الحملة العسكرية، غير الحاسمة، الإسرائيليين إلى التساؤل بشأن صواب قرار الحكومة في شن الحرب لاستراداد الجنديين الإسرائيليين اللذين اختطفهما حزب الله في عملية عبر الحدود.
ووجهت انتقادات إلى قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق لاعتماده بشكل كثيف على الغارات الجوية التي أسقطت الكثير من الضحايا بين المدنيين اللبنانيين، فيما فشلت في سحق حزب الله.
كما حُمل الجيش الإسرائيلية مسؤولية بدء حملة برية واسعة قبيل ساعات من توقيع اتفاقية الهدنة، في خطأ نجم عنه مقتل أكثر من 30 جندياً .
ويشار أن رئيس الوزراء الإسرائيلي كشف أمام لجنة التحقيق في فبراير/شباط أن إسرائيل خططت لحرب في لبنان قبيل أشهر من المواجهات العسكرية مع مليشيات حزب الله في أغسطس/آب.
وأوضح أولمرت خلال شهادته أمام اللجنة في الأول من فبراير/شباط الفائت أنه عقد عدة لقاءات مطولة، قبيل الحرب، لمناقشة عملية عسكرية محتملة ضد حزب الله، وأن أولى تلك الاجتماعات تمت في السادس من يناير/كانون الثاني عام 2006، عقب توليه رئاسة الحكومة خلفاً لآرئيل شارون الذي يرقد في غيبوبة، وفق ما نقلت الأسوشيتد برس عن معارييف.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية أن شارون، في وقت سابق، طلب من الجيش إعداد لائحة بأهداف لبنانية عقب محاولة اختطاف فاشلة نفذتها مليشيات حزب الله في نوفمبر/تشرين الأول عام 2005.
وأوضح أولمرت للجنة التحقيق أن الحكومة قررت الرد على أي محاولة اختطاف لحزب الله بعملية عسكرية واسعة خلال اجتماع في مارس/آذار، أربعة أشهر قبيل بدء الموجهات في جنوب لبنان.
ونجحت عناصر حزب الله في اختطاف جنديين إسرائيليين في عملية عبر الحدود في 12 يوليو/تموز سقط خلالها ثلاثة جنود إسرائيليين قتلى ما أدى لاندلاع المواجهات العسكرية بين الطرفين.
وتشير التقارير الصحفية إن الجيش الإسرائيلي قدم عدة مقترحات حول كيفية رد الحكومة على اختطاف جندي، وأن أولمرت اختار خطة تتضمن شن ضربات جوية وعمليات برية محدودة.
واقتبست "معاريف" عن أولمرت قوله خلال تلك الاجتماعات إنه لا يفضل اللجوء إلى قرارات متسرعة في حال وقوع عملية اختطاف "وعند حدوثها، أريد أن أكون جاهزاً لا أن أبدأ مناقشات من الصفر تحت الضغوط."
وفند قائد عسكري إسرائيلي تصريحات أولمرت خلال إفادته أمام لجنة التحقيقات قائلاً "إذا ما أتخذ قرار مسبق بكيفية الرد الإسرائيلي فالجيش لم يكن على علم به."
وأردف العسكري، الذي رفض الكشف عن هويته، أن الجيش الإسرائيلي كان يدرك أن عليه الرد بقوة على اختطاف أي من جنوده "ولكن عندما حدث الاختطاف فقط، سارعوا للتفكير في كيفية الرد."
وتذمر الجنود العائدون من الحرب، التي استمرت لمدة 34 يوماً، من افتقار التدريبات العسكرية المناسبة وتناقض الأوامر فضلاً عن شح المؤن الغذائية والذخيرة.
ولقي أكثر من 30 جندياً إسرائيلياً مصرعهم خلال المواجهات، كما سقط ما يزيد عن ألف قتيل من الجانب اللبناني، من بينهم 250 من مقاتلي حزب الله، وفق المحصلة الرسمية اللبنانية.
وتقدر إسرائيل عدد القتلى بين عناصر الحركة بنحو 600 قتيل.
المصدر:
CNN