منتديات شباب العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


رياضة و فنون و تسلية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أثر العبادة في الإنسان (( أثر الصلاة ))

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
Admin
Admin
admin


ذكر
عدد الرسائل : 874
العمر : 31
Localisation : meknes
تاريخ التسجيل : 02/04/2007

عضو مميز
نقط التميز: 1200
الوصف: مدير الموقع و المنتديات

أثر العبادة في الإنسان (( أثر الصلاة )) Empty
مُساهمةموضوع: أثر العبادة في الإنسان (( أثر الصلاة ))   أثر العبادة في الإنسان (( أثر الصلاة )) I_icon_minitimeالإثنين مارس 10, 2008 5:48 am

نتبين حكمة العبادة
في بيان أسرار أمهاتها حسبما جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله عليه أفضل
الصلاة والسلام ، فالله سبحانه وتعالى يقول عن الصلاة التي هي مقدمة
العبادات وأصل أصولها ((وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي)) { طه / 14} ويقول
(( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء
وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا
تَصْنَعُونَ )) {العنكبوت / 45} ، ويبين لنا الله سبحانه وتعالى تأثير
الصلاة أثرا نفسيا عميقا بحيث تأتي على أمور غير محمودة جبل عليها الإنسان
فتجتثها وتبدلها بما هو خير منها ، يقول الله تعالى: (( إِنَّ الْإِنسَانَ
خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ
الْخَيْرُ مَنُوعًا إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى
صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ )) {المعارج 19 / 23}.

ثم يذكر سبحانه وتعالى بعد ذلك ما يأتونه من أعمال ، التي هي من ثمار
إقامة الصلاة والمداومة عليها ، ثم يختتم سلسلة هذه الصفات التي وصفهم بها
بقوله سبحانه: (( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ))
{المعارج / 34 }.

وافتتاح صفات هؤلاء الذين استثناهم الله سبحانه بالمداومة على الصلاة
واختتامها بالمحافظة على الصلاة يدل على أن المداومة على الصلاة والمحافظة
عليها كما شرع الله سبحانه سبب لحفظ الأعمال الصالحة وبقائها على ما هي
عليه بحيث لا تؤثر عليها نزغات الشيطان.

وهنا يعرض سؤال: كيف تكون الصلاة بهذا القدر
وهذه المكانة مع أنّ كثيراً من الناس يلازمون الصلاة ولكن الصلاة لا تؤثر
عليهم ، فهم كما وصفهم الله تعالى هلوعون ، منوعون ، ومتصفون بكل الصفات
الخسيسة ، ولا يترفعون عن الدنايا ولا يجتنبون المنهيات ، فلا يتورعون عن
الخيانة والكذب والخداع ، ولا يتورعون عن التحايل ولا يتورعون عن أكل
أموال اليتامى وأكل مطلق أموال الناس بالظلم .. فكيف يقال مع ذلك إن
الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر؟


والجواب: إن الصلاة المأمور بها هي الصلاة ذات
الأثر النفسي البالغ وتلك الصلاة هي التي يؤديها الإنسان وقد استكملت
بنيتها واستجمعت روحها ، فبنية الصلاة هي هيئاتها الظاهرة التي يأتي بها
الإنسان واستكمال هذه البنية إنما يكون بعدم الإخلال بشيء منها .. وروح
الصلاة هو الخشوع ، ولذلك جعل الله سبحانه وتعالى الفلاح للخاشعين في
الصلاة من عباده.


يقول الله عز وجل (( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي
صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ )) {المؤمنون/1 ، 2}. ويبين لنا الله سبحانه
وتعالى أن كثيراً من المصلين يأتون للصلاة ولكن صلاتهم لا تصدّهم عمّا هم
عليه من الأعمال التي تنافي صلاح النفس وصلاح المجتمع ، وذلك إذا ما كانوا
ساهين عن الصلاة ، يقول الله سبحانه وتعالى: (( أَرَأَيْتَ الَّذِي
يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ
عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن
صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ )) {الماعون: 1/5}.

لقد كان سياق الكلام يقتضي أن يقول: فويل لهم ، ولكن بدلاً من أن يأتي
بالضمير جاء بالإسم الظاهر ، وكان هذا الإسم الظاهر هو (المصلين) الذين هم
عن صلاتهم ساهون لأجل الإشعار والتنبيه بأن السهو عن الصلاة هو السبب فيما
ذكره الله سبحانه وتعالى من التكذيب بالدين ودعّ اليتيم وعدم الحض على
طعام المسكين إلى ما وراء ذلك ، ويدل على ذلك هذا الربط بالفاء في قوله ((
فَوَيْلٌ )) والفاء تقتضي ربط ما بعدها بما قبلها.

كل ذلك يدل على أهمية الصلاة ومكانتها وأثرها ، وعلى أن الصلاة هي التي
تأتي على تلك الصفات المذكورة في الآيات السابقة من سورة المعارج ومن سورة
الماعون وفي غير ذلك من المواضع وهي صفات خسيسة جبل عليها الإنسان فتجتثها
الصلاة وتبدلها بما هو خير.

وعلى ذلك فالصلوات تختلف ، فليست كل صلاة لها وزن عند الله تعالى ، ومن
أحسن ما قيل في هذا قول أحد علماء الإسلام وهو العلامة الكبير الإمام محمد
عبده فيما دوّنه عنه تلميذه السيد محمد رشيد رضا في تفسير (المنار) حيث
قسم الصلاة إلى قسمين: عادة وعبادة.

وقال: إن صلاة كثير من الناس لا تتجاوز أن تكون عادة من العادات ، وذلك
أنّـك ترى أحدهم في شيخوخته إذا قام يصلي لم تختلف صلاته عنه يوم كان
طفلاً يحاول أن يقلد أباه في الصلاة ، فهذه الصلاة مجرد عادة من العادات
.. أما الصلاة التي هي عبادة فتنقسم إلى قسمين: إلى روح وجسم.

فالجسم هذه الأعمال الظاهرة التي يأتي بها المصلي من تلاوة وتسبيح وسجود
وقعود وقيام إلى غير ذلك من الأعمال ، هذه الأعمال لا تعدو أن تكون جسماً
للصـلاة ، ولكن الجسم نفسه بدون روح لا حراك له ولا يجدي شيئاً ، وإنما
روح الصلاة الخشوع كما في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن لكل
شيء عموداً ، وعمود الدين الصلاة ، وعمود الصلاة الخشوع ) ، فعمود الصلاة
الخشوع وهو الإتيان بالصلاة على وجهها المشروع مع استشعار عظمة الخالق
الذي يتوجّه إليه الإنسان بهذه الصلاة .. ولذلك يقول الله عز وجل: (( قَدْ
أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ))
{المؤمنون/1-2} ، وهنا إذا كانت الصلاة مستجمعة روحها تكون كل كلمة منها
نابضة بمعنى حيوي مهم ، كل كلمة من كلماتها تؤثر أثراً نفسياً عميقاً.
فالمصلي عندما يمثل أمام الله سبحانه وتعالى ينتقل من الحِــل إلى الإحرام
بالتكبير وهو قوله الله أكبر.

فإذا ما أتى الإنسان بهذه التكبيرة استشعر أن الكبرياء لله سبحانه وتعالى
وحده وأن كبرياءه سبحانه لا يمكن أن يُكتـَنـَــه ، هذه الكلمة تسكب معنى
حساساً في نفس هذا المصلي إذا وعاها وأدرك مغزاها ، فهي تعني تفرد الله
سبحانه وتعالى بالكبرياء ، ويعني ذلك أنه لا كبير إلاّ الله ، وأن الناس
متساوية أقدامهم بين يدي الله سبحانه وتعالى لا يتفاضلون بشيء إلا بقدر ما
يتقربون به إلى الله سبحانه من التقوى وحسن العمل. وكما قلت ليس هناك فكر
يمكن أن يدرك كنه كبرياء الله ، فأفكار البشر كلها قاصرة عن إدراك عظمة
الحق سبحانه وتعالى ((مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ )) {الحج/74}.

فعظمة الله سبحانه وتعالى أجل وأكبر من تصورات عقول البشر وأفكارهم. فإذا
ما أتى الإنسان بالصلاة على هذه الطريقة وشعر عند تكبيرة الإحرام أن
الكبرياء لله وحده تفاعلت في نفسه عوامل شتى بحيث يتلقى شعوراً جديداً
عندما يأتي بهذه الكلمة ، هذا الشعور يجعله إن كان مهانا في مجتمعه بسبب
من الأسباب ، من فقر أو ضعة في نسب أو أي سبب آخر فإنه يعتز بصلته بالله
سبحانه وتعالى الذي هو واقف بين يديه وخاشع له وراجٍ لفضله وخائف من عقابه
، يعتز بهذه الصلة فلا يرجو غير الله ، ولا يخشى إلا الله ولا يتوكل إلا
على الله ، ولا يُحب من يحب إلا في الله ، ولا يكره من يكره إلا في الله.
يعتّــز بصلته بالله عز وجل بسب إدراكه أن الكبرياء لله فلا يُطأطئ رأسه
إلا لله ، ولا يحني ظهره إلا لجلال الله ، ولا يتعلق إلا بالله رجاءً
وخوفاً ولا تقرباً بعمل من الأعمال ، إنما يرجو من الله ويخشى من الله
تعالى وحده ، فتتحرر رقبته من الخضوع لغير الله سبحانه وتعالى .. هكذا
تكون الصلاة إذا جاء بها الإنسان استشعر المعنى الذي يأتي بلفظه على لسانه.

وإذا كان المصلي بعكس ذلك كأن يكون من ذوي السلطة والمكانة في الأرض ، أو
أن يكون صاحب مال أو صاحب قوة من القوى فإنه بمجرد ما يأتي بهذه التكبيرة
يخشع ويتطامن ويدرك أن الكبرياء لله سبحانه وتعالى ، فليس له أن ينازع
الخالق العظيم في كبريائه ، فالله سبحانه وتعالى وحده هو الكبير المتعال
وجميع الناس هم أذلة بين يديه سبحانه لا فضل لأحدهم إلا بقدر الإقتراب من
الله بالطاعة وحسن العمل ، والإقتراب من الله ينافي التعالي على عباده ،
فلا يتعالى على أحد من خلق الله بسبب ضعفه وهوانه وفقره وضعته بين الناس ،
فليس له أن ينازع الله تعالى في كبريائه ( الكبرياء ردائي والعظمة إزاري
ومن نازعني فيهما أدخلته النار ولا أبالي ) ، وعلى هذا الإنسان أن ينظر أن
ما آتاه الله سبحانه وتعالى مما يظنه كثير من الناس ميزةً له ورفعة لقدره
، إنما هو ابتلاء من الله عز وجل واختبار له –وهو أعلم به- كيف يفعل فيما
آتاه أيشكره أم يكفر ...

ومن ذلك نتبين أن تلفظ المصلي بتكبيرة الإحرام تورثه خشوعاً وخضوعاً لله
سبحانه وتعالى وتواضعاً لعباد الله ووقوفاً عند حدوده البشرية وعدم
التطاول على الخلق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wassim10.yoo7.com
 
أثر العبادة في الإنسان (( أثر الصلاة ))
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب العرب :: صنفك الأول :: ترفيه :: مواضيع دينية-
انتقل الى: